عمارة الأرض : عبادة يجب أن يتصدرها المسلمون

مقترح برنامج تلفزيوني

أ.د./ صدقي محمد رياض

<sriad@vt.edu>

 

الأهداف :

الإستعدادات للبرنامج:

يبدأ البرنامج بمقدمة للمضيف يقدم فيها موضوع الحلقة والضيوف، مدتها حوالى 3 دقائق. ثم يقوم الضيوف بتقديم رأيهم عن خبرة فى الموضوعات المطروحة. وسيتم إجراء حوار لمدة حوالى عشر دقائق مع الضيوف. ثم يتم عمل منتدى مفتوح بمشاركة الحضور يستغرق باقى وقت الحلقة.

كما يمكن الاستعانة بأفلام وثائقية ومقالات في تخصص الحلقة.


من أمثلة الموضوعات:

-         عبادة عمارة الأرض:

o       التعريف بهذا التكليف الإلهي ومفاهيمه وأبعاده

o       تثقيف المسلمين بشأن دورهم ومسؤوليتهم في عمارة الأرض.

o       تبعات العمل الجدي في هذا الأمر وخطورة إهماله.

-         اللغة العربية:

o       لغة القرآن، وهى فى غاية الجمال والقوة، وموجزة جداً.

o       لماذا نفشل فى توظيفها فى العلوم والتكنولوجيا؟

o       هل هى قيود اللغة، أو قيودنا نحن.

-         العمل الجماعى والتنظيم:

o       الإسلام دين للجماعة وللمجتمع.

o       عبادات الإسلام توفر لنا التدريب والتأهيل للعمل الجماعي

o       صلاة الجماعة هى مثال على الأنشطة الجماعية.

o       أهمية التخطيط والتنسيق في العمل الجماعي.

-         الجهاد:

o       صوره المختلفة، أبلغها الاستشهاد فى سبيل الله.

o       الجهاد هو الطريق للتقدم والرقى، فلا يوجد تقدم بدون جهد وتضحية.

-         أخذ زمام المبادرة فى العمل الإنسانى:

o       تحديد الأولويات.

o       استخدام النموذج القرآنى.

o       حقوق الإنسان على النهج الإسلامي.

o       لماذا لا نبدأ اليوم العالمى:

        للجار.

        لليتيم.

        للمشردين.

أيضا:

     الخطاب الإسلامي

     العلوم

     التقنية

     الابتكار

     الشريعة والقانون

     القيم والأخلاقيات

     اختلاف الأعراق والمذاهب

     التجارة والاقتصاد

     المعاملات المصرفية والنقدية

     القروض والاستثمار

     الزراعة

     الفنون

     أساليب الترفيه والترويح عن النفس

     أساليب المتعة بالحياة

     الأجازات والعطلات

     الأدب

     العمارة

     التخطيط العمراني

     حماية البيئة

     الشئون الاجتماعية

     العمل التطوعي

     قضايا طبية: مثل الاستنساخ، قتل الرحمة،... الخ

     الطب

     التمريض

     الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة

     الفلسفة

     علم النفس

 


مقترح الحلقة الأولى

عبادة يجب أن يتصدرها المسلمون

مسؤوليتنا في عمارة الأرض

د. صدقي رياض – الولايات المتحدة

نشرت هذه المقالة في مجلة المجتمع الكويتية – ص 54 ، العدد 1452 – 3 ربيع الأول 1422 هـ 26/5/2001 م

***

قال الله تعالى: (وماخلقت الجنّ والأنس إلا ليعبدون – الذاريات:65) ، وقال سبحانه: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة – البقرة:30) ، وفي آية ثالثة قال عز من قائل: (هو الذي أنشأكم من الأرض وإستعمركم فيها – هود:61).

لقد لخص لنا علماء الإسلام أسباب خلق الإنسان في ثلاثة أسباب متكاملة متلازمة هي: عبادة الله وخلافة الأرض، وعمارتها.

عبادة الله هي من الخلافة في الأرض ومن عمارتها.  والخلافه هي من عبادة الله، ومن عمارة الأرض كذلك.  وعمارة الأرض هي عبادة لله وخلافته فيها.

ولنتأمل سويا المضمون والمحتوى لمهمة عمارة الأرض:

عمارة الأرض تشمل عمارتها بالسكان كما تشمل عمارتها بالحياة والأنشطه.. بالمدن.. بالبناء.. بالمصانع وبالمزارع.. بالمنشأت والطرق..بالعلوم والفنون.. بالفكر والأدب.. بالتجارة والإقتصاد.. بكل ألوان الحياة وجميع أنواع الأنشطه التي أباحها الله لنا فصارت ممارستها عبادة.. بل صار فرضا علينا الإنشغال بها والقيام بها على أفضل وجه.

نعم عمارة الأرض فرض على بني آدم وواجب هم مكلفون به.. وأجدر من يقوم بهذا الدور من بني آدم هم المسلمين.. نعم المسلمون أجدر البشر بعمارة الأرض ـ المسلمون أجدر بني آدم بالصدارة في العلوم والفنون والزراعة والصناعة والتجارة والإقتصاد.. نعم المسلمون بما كلفوا به من عبادة الله وخلافة هم أجدر بني آدم بالدور الرئيس والقيادي في عمارة الأرض..

وللأسف ننظر حولنا ونتأمل واقعنا لنجدنا وقد تخلفنا عن هذه الصدارة وعن هذه القيادة ـ وصرنا تابعين:

هم يقودون ونحن نتبع ـ هم يزرعون ويصنعون ونحن نأكل ونلبس ـ هم يتاجرون ونحن نشتري ـ هم يبتكرون ويتفننون ونحن نجري وراء نتاجهم ونلهث!!.

خذلنا أمرا إلهيا كان جدير بنا الإلتزام به، وهو الخلافة في الأرض وعمارتها ، وتركناه لمن لايستحقون ، بل لمن يسيئون العمل به ويستخدمونه ضدنا ولضررنا!!.

أين الصدارة

إن عمارة الأرض عبادة لله يجب أن يتصدرها المسلمون ، ويوجهوها الوجة السليمة وفقا لتعاليم الإسلام إسعادا لبني آدم ، وتيسيرا للصواب والصراط المستقيم ، وتجنب الهوى والشهوات والمفاسد.

لقد ترك المسلمون الصدارة والقيادة فصارت الفنون تسخر في أمور المعاصي واللهو والعبث دون ضوابط ودون قيم ، وصار الإقتصاد مبنيا على الربا والسحت ، وصارت العلوم تسخر للإطاحة بهم وحصر نشاطهم.

تركنا الصدارة والقيادة فصرنا تابعين منقادين مقلدين نجري ونلهث خلف مايتفضلون به علينا.. نأخذ مايعطون ونحرم مايمنعون.. ولا حول ولاقوه لنا إلا بما يسمحون!!.

فبدلا من أن ننشغل بدعوتهم إلى دين الله صرنا نجاهد في سبيل المحافظة على ممارستنا لعباداتنا ، وصارت هذه الممارسة شاقة ، والنظم المحيطة بنا من نسج أيديهم ، وقد أحكموها لتضيق علينا ، وتحد من تطلعاتنا.

بل صار جهادنا أن نجد الوقت أو المكان لأداء الصلاة.. الحلال من الطعام لنأكله.. الحلال من المعاملات الماليه لتجنب الربا.. الحفاظ على أنفسنا وعلى أهلنا وأولادنا من فساد المجتمعات التي نعيش فيها..

وصار جهادنا في غض البصر والسمع والحواس عما حرم الله..

وهذا هو جهاد المنقادين التابعين الذين لاحول ولاقوه لهم الا بما يسمح به غيرهم..

مسؤوليتنا في عمارة الأرض

إن مسئوليتنا في عمارة الإرض مسئولية خطيرة ومهمة وهي مسؤولية أساسية لتمكن المسلمين من عبادة الله حق عبادته ـ إن دورنا في الصدارة والقيادة دور مهم وخطير، إذ نوجه الفكر والعلوم والفنون وسائر ألوان عمارة الأرض التوجيه السليم الذي كلفنا الله به ، وحملنا مسئوليته كمسلمين موحدين..  

إن واجبنا ودورنا الجد والإجتهاد وبذل كل الطاقات ـ وإذا كان هدفنا أن ننتقل من التبعية إلى الصدارة وجب علينا بذل الجهد المضاعف..

لنجند كل طاقاتنا ومواردنا في سبيل التقدم والصدارة في العلوم، في الفنون، في الآداب، في البناء، في المعمار، في الصناعة، في التجارة، وفي الاقتصاد.. وفي تقوية وتوحيد صفوفنا وتكاملنا.. وأن نشمل بجهدنا كافة الجبهات والاحتياجات.. 

إنها مسئولية خطيرة تقع على عاتقي وعاتق كل فرد منا.. إنه دورنا وواجبنا والتزامنا ـ وسنحاسب على تقصيرنا في أدائه يوم القيامه ـ يوم نسأل عن مالنا فيما أنفقناه.. عن عمرنا فيما أمضيناه.. وعن شبابنا فيما أفنيناه.. وعن علمنا فيما استخدمناه.. وعن جهدنا وطاقتنا فيما سخرناهما..